#

الورقة التقديمية

      في الوقت الراهن، يحتل البحث في علوم التربية مكانة هامة للغاية في البلدان ذات الأنظمة التربوية الناجعة. وفي الواقع يشكل أساس التنمية المستدامة في هذه البلدان. في المغرب، وباستثناء بعض المبادرات البحثية المبتكرة التي يقوم بها عدد محدود من الباحثين، هناك نقص كبير على مستوى الإنتاج العلمي في علوم التربية

      من جهة اخرى، سلط التشخيص، الذي أجرته اللجنة الملكية المكلفة بتطوير النموذج التنموي الجديد في أفق 2035، الضوء على عدد من الاختلالات في نظام التربية والتكوين المغربي. وهكذا، تم تحديد ثلاث أزمات رئيسية:

1- أزمة على مستوى جودة التعلمات والتي تتمثل في عدم إتقان غالبية التلاميذ للكفايات الأساسية في مجال القراءة والحساب واللغات، في نهاية مسارهم الدراسي.

2- أزمة على مستوى ثقة المغاربة في المؤسسة التربوية وأطرها التدريسية.

3- أزمة على مستوى مهمة المدرسة لكونها لم تعد تلعب دورها كمصعد اجتماعي للكثيرين، كما انها لم تعد قادرة على تعزيز تكافؤ الفرص بين المتعلمين (المملكة المغربية، النموذج التنموي الجديد، 2021).

      ومن أهم المحاور الاستراتيجية للتحول، التي حددها النموذج التنموي الجديد، تعزيز رأس المال البشري. وفي هذا الإطار تم اتخاذ العديد من الاختيارات الاستراتيجية، بما في ذلك إحداث مدرسة الجودة للجميع ونظام للتعليم الجامعي والتكوين والبحث قائم على الأداء المدعوم بحكامة مستقلة تسعى إلى ربط المسؤولية بالمحاسبة.

      في هذا السياق، يستطيع البحث في علوم التربية انتاج معارف ومهارات من شانها تقديم حلول إجرائية وعملية لمختلف الاختلالات والصعوبات الهيكلية والوظيفية التي تواجه نظامنا التربوي والتكويني.

تسعى هذه الندوة الدولية الى تحقيق الأهداف التالية:

- تعزيز اللقاءات بين الباحثين والممارسين في مجال التربية والتكوين في أفق تشكيل مجموعات دولية ذات اهتمام مشترك.

- تبادل الخبرات والممارسات المبتكرة في مجال التربية والتكوين.

- نشر وعرض نتائج البحث العلمي في مجال التربية والتكوين.

- تجميع المعارف والمهارات التي من شانها مرافقة الإصلاحات والتحولات التي تعرفها أنظمة التربية والتكوين.

      بناء عليه، سيتم قبول أعمال ومساهمات الباحثين التي أعدت وفقا لنهج توجيهي أو عملي (تحويل المدرسة، وتحسين طرق اشتغالها، ومساعدة المدرسين على حل المشكلات التي تواجههم...) أو وفقا لمنهج وصفي أو تحليلي (توضيح الظاهرة التربوية من خلال تحليل طريقة اشتغال المدارس وجميع المتدخلين والفاعلين المباشرين وغير المباشرين ...) (مارسيل كراهاي، 2002).

المحاور الرئيسية للندوة:

1- التحول والابتكار في التربية

      ستكون هذه الندوة الدولية فرصة للباحثين والممارسين لعرض رؤيتهم ومشاريعهم الابتكارية وإنجازاتهم ونتائج أبحاثهم الإجرائية والتطويرية في التربية والتكوين. هكذا سنرحب بجميع المساهمات التي تسعى الى تحسين جودة مدخلات ومخرجات المدرسة. يتعلق الامر بالأعمال التي تركز على الموضوعات التالية: الابتكارات في المسارات المدرسية، تحويل نظام التقييم، إصلاح التوجيه المدرسي والمهني، تجديد محتوى وطرق التدريس، تجديد النموذج البيداغوجي، تحديث إدارة المدارس وتدبيرها، مصاحبة المدارس لتسهيل عملية التغيير مع العمل على إشراك مختلف المتدخلين، الشراكة بين المدرسة والأسرة....الخ.

2- تكوين المدرسين وغيرهم من المهنيين في مجال التربية والتكوين

      يشكل تكوين العاملين في التربية رافعة لإصلاح التربية والتكوين. على الرغم من الجهود التي بذلها ويبذلها مختلف الفاعلين التربويين، لا يزال هذا التكوين يعاني من مجموعة من الاعطاب. ومن هنا تأتي أهمية فتح نقاش علمي حول آفاق تحسين التكوين الاساس والتأهيلي والمستمر للمدرسين. وهكذا، فإن إعادة التفكير في نظام التكوين وإعادة هيكلته يعد شرطا لا غنى عنه لإجراء إصلاح حقيقي للنظام التربوي. المشاركون في هذا الحدث العلمي مدعوون لتقديم مساهمات تتعلق أساسا بالمواضيع التالية: مسار التكوين، تحليل الحاجات في مجال التكوين، مرجعيات الكفايات لمهنيي التربية والتكوين، المهن الجديدة في مجال التربية والتكوين، المسارات المهنية للفاعلين في التربية والتكوين، التكوين المستمر، تحليل الممارسات في مجال التكوين، النماذج والبراديغمات المتعلقة بالتكوين، التقييم في مجال التكوين، محتويات التكوين، التكوينات العملية (التداريب الميدانية)، التمفصل بين التكوين الأساس الجامعي والتكوين التأهيلي للمدرسين، ...الخ. الاعمال البحثية التي تندرج ضمن هذا المحور الموضوعاتي ستثري لا محالة مخرجات هذه الندوة وستساهم في صياغة توصيات من شأنها أن تغير طريقتنا في تكوين مدرسي المستقبل وغيرهم من المهنيين في التربية والتكوين.

3- التربية الدامجة وتغيير البراديغم التربوي

      فيما يتعلق بتعليم الأطفال في وضعية إعاقة، اعتمد المغرب في السنوات الاخيرة نموذج التربية الدامجة، الذي يعني الدمج البيداغوجي الكلي لهذه الفئة من الأطفال في الفصول العادية، بغض النظر عن طبيعة ودرجة إعاقتهم. ويأتي هذا القرار بعد مصادقة المغرب على الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة سنة 2009. هذا القرار جدير بالثناء بالتأكيد، لكن يجب مواجهة عدد من التحديات لضمان نجاح التربية الدامجة في المدارس المغربية، بما في ذلك تغيير المناهج وطرق التدريس وصيغ التقييم، وما إلى ذلك، للسماح لكل متعلم على حدا للتقدم في مساره الدراسي بالسرعة التي تناسبه. بالإضافة إلى ذلك، يشكل تقليص أعداد المتعلمين في الفصول الدراسية، وخلق فريق متعدد التخصصات (طبيب نفساني للأطفال، أخصائي نفسي، مقوم النطق، مختص في التأهيل الحس الحركي، ومربي متخصص، ...)، وتفريد المسارات الدراسية، وتعزيز الشراكة بين المدرسة والأسرة، وإشراك المجتمع المدرسي، من بين أمور أخرى، أساسا للتربية الدامجة. ومن بين الموضوعات البحثية المستهدفة في هذا المحور ما يلي: الإدماج والدمج المدرسي، التعلم التعاوني في سياق التربية الدامجة، الوصاية في التربية الدامجة، شروط التربية الدامجة، مزايا وعيوب التربية الدامجة، البيداغوجيا الدامجة، إشراك مختلف الفاعلين والهيئات في التربية الدامجة، أدوات التربية الدامجة الجيدة، المجتمع الدامج، المنهاج الدامج، التقييم في التربية الدامجة، إلخ.

4- تكنلوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم، التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد: حلول مبتكرة

      بذلت في المغرب، في السنوات الأخيرة، جهودا في مجالي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم والتعلم الإلكتروني، وذلك من قبل صناع القرار ومختلف الفاعلين في نظام التربية والتكوين. والدليل على ذلك هو البرامج المختلفة الموجهة لتشجيع دمج تكنلوجيا المعلومات والاتصالات في المدارس المغربية. وعلى الرغم من ذلك، فإن العديد من العقبات والاختلالات تواجه إدماج تلك التقنيات. بالإضافة إلى ذلك، هناك شبه إجماع بين الباحثين والفاعلين التربويين بأن لا شيء يمكن أن يحل محل التدريس الحضوري (وجها لوجه). السؤال المطروح هو: ما المكانة التي ينبغي أن يحتلها الابتكار التكنولوجي في مجال استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التدريس والتعليم عن بعد والتعلم الإلكتروني في مدرسة الغد؟ كيف يمكن جعل استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التدريس والتعلم الإلكتروني نافعا لجودة مدرسة الغد؟
      في هذا الاطار، سيتم الترحيب بالمساهمات ذات الصلة بالموضوعات التالية: الممارسات المبتكرة لدمج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم والتكوين، التعلم الإلكتروني وجودة التعلمات، دمج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التدريس، تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التدريس وجودة التعلمات، الصعوبات والعقبات التي تعيق دمج تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم وقضايا الإنصاف ... الخ.
      بالإضافة إلى مقترحات المداخلات والملصقات، سننظم ورشات خاصة بالطلبة الدكاترة لتمكينهم من تقديم مشاريعهم وابحاثهم.